تم إنشاء قوائم مختلفة لعجائب الدنيا السبع عبر التاريخ. تسلط هذه القوائم الضوء على أبرز إنجازات الإنسان والطبيعة. وتشمل عجائب الدنيا القديمة والجديدة والطبيعية.
يعد الهرم الأكبر بالجيزة العجيبة الوحيدة الباقية من العجائب القديمة. بُني هرم خوفو في حوالي 20 عامًا. ويتكون من أكثر من 2 مليون حجر، كل منها يزن طنين.
تضم عجائب الدنيا الجديدة معالم تاريخية مذهلة. منها الكولوسيوم في روما بمساحة 155م عرضًا و190م طولًا. وسور الصين العظيم الممتد لمسافة 8,851 كم.
اختيرت هذه العجائب الجديدة بتصويت عالمي شارك فيه أكثر من 100 مليون شخص. وتشمل القائمة أيضًا عجائب طبيعية كشلالات نياجرا وجبل إيفرست.
تجذب هذه المعالم ملايين الزوار سنويًا. يأتون للتعرف على تاريخها وجمالها الفريد.
خلفية تاريخية عن عجائب الدنيا السبع القديمة

تمثل عجائب الدنيا السبع إنجازات معمارية وهندسية مذهلة من العصور القديمة. تم اختيارها لجمالها وضخامتها وأهميتها التاريخية والثقافية. سجل الرحالة والسياح ملاحظاتهم عنها، مما ساهم في شهرتها.
ظهور فكرة عجائب الدنيا السبع في العصر اليوناني القديم
نشأت فكرة عجائب الدنيا السبع في اليونان القديمة. سجل المؤرخون والكتّاب قوائم بأهم الإنجازات المعمارية آنذاك. ركزت هذه القوائم على معالم منطقة البحر الأبيض المتوسط.
أهمية تسجيل السياح والرحالة لعجائب الدنيا السبع
وثق السياح والرحالة عجائب الدنيا السبع القديمة في كتبهم وأعمالهم الفنية. ساهمت هذه التسجيلات في الحفاظ على ذكرى العجائب حتى بعد اندثار بعضها.
شجعت هذه القائمة حب الاستكشاف والتعرف على الثقافات الأخرى. كما ألهمت العديد من الفنانين والمعماريين عبر العصور لتصميم مشاريع مماثلة.
الهرم الأكبر بالجيزة – العجيبة الوحيدة الصامدة حتى اليوم

يُعد هرم خوفو من أشهر المعالم الأثرية في العالم. إنه الوحيد من عجائب الدنيا السبع القديمة الذي لا يزال قائماً. يشهد هذا الصرح المهيب على عظمة الحضارة المصرية القديمة.
تاريخ بناء الهرم الأكبر وأهميته
بُني الهرم الأكبر حوالي عام 2560 قبل الميلاد كمقبرة للفرعون خوفو. استغرق بناؤه حوالي 20 عاماً بمشاركة آلاف العمال والحرفيين.
يبلغ ارتفاع الهرم 146 متراً. ظل أطول بناء شيده الإنسان لمدة 3800 عام تقريباً.
يرمز الهرم الأكبر للقوة والسلطة الفرعونية. إنه إنجاز معماري مذهل تطلب مهارات هندسية فائقة.
سبب صمود الهرم الأكبر عبر العصور
صمد الهرم الأكبر لآلاف السنين لعدة أسباب. من أهمها دقة البناء والتصميم وجودة مواد البناء.
- دقة البناء والتصميم: تم بناء الهرم بأحجار ضخمة متراصة بشكل محكم، مع الحرص على تحقيق التناسب والتماثل في جميع جوانبه.
- جودة مواد البناء: استُخدم الحجر الجيري والجرانيت في بناء الهرم، وهي مواد صلبة ومتينة قادرة على تحمل عوامل التعرية.
- ضخامة الكتلة: يزن الهرم الأكبر حوالي 6 ملايين طن، مما يجعله مستقراً وثابتاً في مواجهة الزلازل والعواصف على مر العصور.
إن الهرم الأكبر بالجيزة هو شاهد حي على إبداع الإنسان وقدرته على تشييد المعجزات. فهذه العجيبة الخالدة ستظل منارة تضيء تاريخ الحضارة المصرية وتلهم الأجيال القادمة.
يبقى هرم خوفو رمزاً أسطورياً للحضارة الفرعونية. إنه ليس مجرد بناء حجري ضخم. بل هو إرث إنساني فريد يروي قصة حضارة عظيمة.
حدائق بابل المعلقة – إحدى عجائب الدنيا السبع الغامضة

تعتبر حدائق بابل المعلقة من أكثر عجائب الدنيا السبع القديمة غموضًا. رغم شهرتها، لا يوجد دليل أثري يؤكد وجودها. لكنها تبقى رمزًا للإبداع في الحضارة البابلية القديمة.
يُعتقد أن الحدائق كانت في مدينة بابل الأثرية، جنوب بغداد. نسبت إلى الملك نبوخذنصر الثاني، حاكم بابل في القرن السادس قبل الميلاد.
يقال إن نبوخذنصر بنى الحدائق لزوجته أميتيس. كانت أميتيس تشتاق إلى جبال وطنها الخضراء.
موقع حدائق بابل المعلقة ووصفها
وصفت الحدائق بأنها شرفات على أعمدة عالية. ضمت أشجارًا ونباتات متنوعة على مدرجات. رويت بنظام متطور يستمد الماء من نهر الفرات.
أحيطت الحدائق بجدران خارجية بارتفاع 90 قدمًا. كما حمتها جدران داخلية مزدوجة.
إن غياب الأدلة الأثرية الملموسة على وجود حدائق بابل المعلقة يثير تساؤلات حول حقيقة وجودها، ولكن وصفها المفصل في المصادر التاريخية يجعلها تستحق مكانتها كإحدى عجائب الدنيا السبع.
لم يُعثر على بقايا أثرية تؤكد وجود الحدائق. لكن إشارات المؤرخين القدماء وتفاصيل وصفها تجعلها مميزة. تستحق مكانتها كإحدى عجائب الدنيا السبع الأكثر شهرة.
تمثال زيوس في أوليمبيا – تحفة فنية يونانية

تمثال زيوس في أوليمبيا من أشهر التماثيل اليونانية القديمة. صنعه النحات فيدياس في القرن الخامس قبل الميلاد. يجسد التمثال عظمة زيوس، كبير آلهة الأولمب.
يبلغ ارتفاع التمثال حوالي 12 مترًا. استخدم فيدياس العاج للبشرة والذهب للملابس والعرش. هذا المزيج أظهر التمثال بمظهر مهيب يليق بسيد الآلهة.
وُضع التمثال داخل معبد زيوس في أوليمبيا. هناك كانت تقام دورات الألعاب الأولمبية القديمة. بدأ العمل على التمثال حوالي عام 435 ق.م.
استغرق إنجاز التمثال عدة سنوات. النتيجة كانت تحفة فنية تجسد براعة النحت الإغريقي. كما صور التمثال المثالية الإلهية بشكل رائع.
يقول المؤرخ الروماني بلينيوس الأكبر: “إذا لم ير المرء تمثال زيوس، فمن العبث أن يأمل في رؤية أي شيء جميل آخر.”
تعرض التمثال للدمار في حريق بقصر لاوسوس بالقسطنطينية. حدث ذلك في القرن الخامس الميلادي. لم يتبق منه سوى أوصاف المؤرخين وبعض العملات المصورة.
رغم زواله، استمر تأثير هذا العمل الفني العظيم. ما زال يلهم الفنانين والمعماريين والأدباء والمؤرخين حتى اليوم.
هيكل آرتميس في إفسس – من أشهر المعابد في العالم القديم

يعد هيكل آرتميس في إفسس التركية معلمًا أثريًا بارزًا. كان مكرسًا للإلهة آرتميس، إلهة الصيد والقمر. اعتبر أحد عجائب الدنيا السبع في العالم القديم.
بُني هيكل آرتميس في القرن السادس قبل الميلاد. كان طوله 115 مترًا وعرضه 55 مترًا، مع 127 عمودًا أيونيًا. مر الهيكل بأربع مراحل بناء مختلفة.
رغم تعرضه للتدمير مرارًا، ظل من أهم المعابد القديمة. وصفه الشاعر أنتيباتر الصيداوي بأنه لا يقل روعة عن حدائق بابل والأهرامات.
إن زيارة موقع هيكل آرتميس في إفسس تنقلنا في رحلة عبر الزمن، لنكتشف أسرار وعظمة الحضارة الإغريقية القديمة، ونتأمل في حكايا الآلهة والأساطير التي كانت تحيط بهذا المعبد المقدس.
تاريخ بناء هيكل آرتميس وتدميره
دُمر هيكل آرتميس عام 401 ق.م. أعاد الملك كرويسوس بناءه جزئيًا بطول 115 مترًا وعرض 46 مترًا.
في 323 ق.م، بدأت المرحلة الثالثة من إعادة البناء. أصبح طوله 137 مترًا وعرضه 69 مترًا. تعرض للنهب والتدمير قبل اختفائه في القرن الخامس الميلادي.
اكتُشف موقع الهيكل عام 1869. استمرت الحفريات حتى 1874. تُعرض بعض القطع في المتحف البريطاني. اليوم، يبقى عمود واحد في الموقع، بُني من شظايا متنوعة.
ضريح موسولوس – أحد روائع الفن المعماري في العصر الهلنستي

يُعد ضريح موسولوس من أبرز المعالم الأثرية في العصر الهلنستي. يقع في مدينة بودروم التركية، المعروفة قديمًا باسم هاليكارناسوس. يجسد هذا الضريح روعة الفن المعماري في تلك الحقبة.
من هو الملك موسولوس وسبب بناء الضريح
كان موسولوس حاكمًا فارسيًا لمملكة كاريا في الأناضول بالقرن الرابع قبل الميلاد. بعد وفاته، بنت زوجته أرتيميسيا الثانية هذا الضريح تخليدًا لذكراه.
تميز الضريح بتصميم فريد يجمع بين الأسلوبين الإغريقي والمصري. بلغ ارتفاعه حوالي 45 مترًا، مما جعله معلمًا بارزًا.
اشتُقت كلمة “mausoleum” من اسم موسولوس، وتعني “ضريح فخم”. يحتوي الضريح على نقوش بارزة تصور معارك الأمازونيات.
تم انشاء قائمة العجائب السبع في العصر الهلنستي ما بين عام 292-280 قبل الميلاد، وقد كان ضريح موسولوس أحد أبرز المعالم التي ضمتها تلك القائمة.
رغم عدم صمود الضريح بشكله الكامل، تظل بقاياه شاهدة على عظمة الفن الهلنستي. تبرز مهارة المعماريين والنحاتين في ذلك العصر.
يبقى ضريح موسولوس معلمًا استثنائيًا يجذب محبي التاريخ والفن. يستقطب الزوار من مختلف أنحاء العالم لمشاهدة روعته المعمارية.
تمثال رودس العملاق – رمز لانتصارات اليونانيين
تمثال رودس العملاق من عجائب الدنيا السبع القديمة. شُيد في جزيرة رودس اليونانية خلال العصر الهلنستي. نُصب عام 280 ق.م احتفالاً بانتصار سكان الجزيرة على حصار الجيش المقدوني.
صُمم التمثال على هيئة هيليوس، إله الشمس الإغريقي. بلغ ارتفاعه 33 متراً وصُنع من البرونز المطلي بالذهب. يُعتقد أنه وقف عند مدخل ميناء رودس.
لم يصمد التمثال طويلاً رغم عظمته. بعد 54 عاماً، دمره زلزال ضرب الجزيرة. ظلت أنقاضه في مكانها لقرون حتى باعها الخليفة معاوية في القرن السابع.
“لقد كان تمثال رودس العملاق تحفة فنية رائعة تجسد عظمة الفن الإغريقي وبراعة الحرفيين في ذلك العصر.” – مؤرخ فني
يبقى التمثال رمزاً للانتصار والصمود رغم اختفائه. إنه يمثل قمة الإبداع الفني والهندسي في العصر الهلنستي. أظهر مهارة الفنانين والمهندسين في إنشاء هذا الصرح الضخم بتقنيات متقدمة لعصرهم.
منارة الإسكندرية – معلم بحري فريد من نوعه
تعد منارة الإسكندرية من أهم المعالم البحرية في العالم القديم. إنها إحدى عجائب الدنيا السبع القديمة. تأسست مدينة الإسكندرية عام 331 قبل الميلاد على يد الإسكندر الأكبر.
أصبحت الإسكندرية عاصمة لمصر في عهد البطالمة. شُيدت المنارة على جزيرة فاروس قبالة الإسكندرية. كان هدفها توجيه السفن إلى الميناء الكبير.
ظروف بناء منارة الإسكندرية ودورها
كانت منارة الإسكندرية صرحاً معمارياً ضخماً يبلغ ارتفاعه ما بين 100 إلى 120 متراً. تتكون من ثلاثة طوابق ويعلوها مرآة عاكسة وتمثال للإله بوسيدون.
ظلت المنارة تؤدي دورها كمعلم بحري لقرون طويلة. أصبحت رمزاً للإسكندرية ومركزاً لإشعاع الحضارة الهلنستية.
كانت منارة الإسكندرية أحد أهم المنشآت المعمارية في العالم القديم، وقد أدهشت الزوار بضخامتها وتصميمها الفريد.
كانت المنارة ضرورية لتوجيه حركة السفن في الميناء. الإسكندرية كانت مركزاً تجارياً مهماً. مر عبر موانئها نحو 60% من واردات وصادرات مصر البحرية.
أسباب اندثار منارة الإسكندرية
صمدت منارة الإسكندرية لقرون طويلة. لكنها تعرضت لسلسلة من الزلازل المدمرة. أدى ذلك إلى انهيارها بشكل كامل عام 1307.
لم يتبقَ من المنارة سوى بعض الأساسات تحت الماء. استمر صمودها لأكثر من 1600 عام قبل تدميرها.
- كانت الزلازل السبب الرئيسي وراء تدمير منارة الإسكندرية بعد صمودها لأكثر من 1600 عام.
- استخدم السلطان قايتباي أنقاض المنارة لبناء قلعة قايتباي في نفس الموقع في القرن الخامس عشر.
- تم العثور على بعض أجزاء المنارة في قاع البحر، وهي محفوظة حالياً في متاحف الإسكندرية.
اندثرت منارة الإسكندرية، أحد أشهر المعالم البحرية في العالم القديم. تبقى ذكراها شاهدة على عظمة الحضارة الهلنستية. ازدهرت هذه الحضارة في مدينة الإسكندرية التي أسسها الإسكندر الأكبر.
ظهور فكرة اختيار عجائب الدنيا السبع الجديدة
في عام 2000، تأسست مؤسسة عجائب الدنيا الجديدة. هدفها كان إبراز المعالم الأثرية والطبيعية المميزة حول العالم. هذه المعالم تجسد إبداعات الإنسان عبر التاريخ.
استفتاءات عالمية لاختيار عجائب الدنيا السبع الجديدة
أطلقت المؤسسة استفتاءات عالمية لاختيار سبع معالم جديدة. شارك ملايين الأشخاص من مختلف أنحاء العالم في التصويت. تم اختيار المعالم الفائزة بناءً على عدد الأصوات.
من بين المعالم المختارة: سور الصين العظيم ومدينة البتراء الأردنية. كما تم اختيار تمثال المسيح الفادي في البرازيل وقلعة ماتشو بيتشو في بيرو.
الجدل حول معايير الاختيار وشفافية العملية
أثارت المبادرة جدلاً واسعاً حول معايير اختيار المعالم وشفافية العملية. استبعدت بعض المعالم الشهيرة مثل أهرامات الجيزة والأكروبوليس اليوناني من القائمة النهائية.
انتقد البعض التركيز على المعالم السياحية الشهيرة. رأوا أنه تم تجاهل المواقع الأثرية الأقل شهرة ذات الأهمية التاريخية.
رغم الجدل، ساهمت الفكرة في زيادة الاهتمام بالتراث الثقافي والطبيعي للبشرية. شجعت على حماية المواقع الأثرية والمعالم التاريخية حول العالم. فتحت الباب أمام جهود دولية للحفاظ على الإرث الإنساني المشترك.